المرأة السعودية.. السعي نحو الأهلية الكاملة و استحقاق المساواة

 بقلم: هالة الدوسري

 النسخة المختصرة من هذا المقال منشورة في مجلة المجلة في العدد الخاص بملف المرأة 2014


يأتي السؤال عن موقع المرأة كمواطنة كاملة الأهلية في المجتمع السعودي كدافع أساسي خلف مبادرات الحراك النسوي على اختلافها، ويثير تفرّد بعض مبادرات الحراك النسوي في إطار “حق قيادة السيارة” مثلا العديد من الأسئلة حول أولويات الحراك النسوي السعودي و دوافعه المختلفة، و لفهم هذه الدوافع و توصيفها بدقّة فلابد من فهم العوامل التاريخية و الثقافية المشكّلة لهذا الحراك، يستعرض هذا المقال أهم العوامل المؤثرة على الحركات النسوية و نتائجها في محاولة لوصف طبيعة الحراك و ملامحه…

فلسفة الدولة في العلاقة مع المرأة

يمكن تلخيص فلسفة الدولة المتّبعة في قضايا المرأة بأنها ناشئة غالبا عن ثلاثة جذور: الأعراف القبلية الأبوية و البعد الديني السلفي للدولة و أخيرا الطفرة المادية المصاحبة لبدايات إنشاء الدولة و مؤسساتها…

يتّسم الطابع القبلي المحلّي بالأبوية، و هي نظام اجتماعي قائم على اعتبار أولوية الرجل بحكم مسؤوليته عن النساء و الأطفال و الملكيات، تستمر سلطة الرجل و امتيازاته في النظام الأبوي باستمرار خضوع النساء و قبولهن، ومع تحوّل النساء في الدولة السعودية الحديثة من حياة البداوة و الرعي إلى حياة المدنية تعززت مظاهر الأبوية و تبعيّتهن للرجال عبر ثقافة مؤسسات الدولة من تعليم و إعلام و منابر دينية ووعظية، و ترجم ذلك سياسيا على شكل “نظام الولاية”، وهو اشتراط إذن ولي أمر رجل مسبقا لحصول النساء على الفرص و الخدمات و على معظم حقوقهن في الدولة، في نظر المشرّع و صانع القرار كان دور المرأة الأسري هو الدور المحوري، و شكّل هذا الارتباط بين المرأة و وولي أمرها الذكر عائقا حقيقيا أمام حراك النساء و مطالبتهن بحقوقهن، فمن ناحية احتاجت الناشطات لدعم أولياء الأمور للحصول على التعليم و الفرص الوظيفية و اختيار الزواج و حرية التعبير و تقرير المصير عموما، و من ناحية أخرى كان اتخاذهن لمواقف مغايرة لرغبات أولياء أمورهن في الحراك و المطالبة مرادفا لخطر تقييدهن و حرمانهن من الحراك، و في الغالب كان النمط الرسمي في التعامل مع الناشطات هو مساءلة أولياء أمورهن و اتخاذ إجراءات نظامية كتوقيع التعهدات لمطالبة الأولياء بضمان توقّف الناشطات عن المطالبة و الفعل، مما حجّم كثيرا من إقبال النساء على الانخراط في الحراك، العلاقة مع الدولة لم تكن فعلا مباشرا بين النساء و السلطة و لكن كانت عبر وسيط أو ولي أمر ذكر بغض النظر عن مدى دعمه أو استعداده لتحمل نتائج مطالبات النساء في أسرته لمزيد من الحقوق، هذه العلاقة الثلاثية تفسّر أحد أهم أسباب ضعف أدوات الفعل المباشر “تقييد حرية الإرادة” لدى ناشطات الحراك النسوي و اقتصارها على الكتابة و الترويج للفكرة و من ثم توقّفها بمجرد الحاجة للفعل و المواجهة و بمجرد تدخّل السلطة و إقحام أولياء الأمور…

و من ناحية أخرى كانت فكرة “أبوية” الدولة مترجمة فعليا في انفراد المسؤولين في تقدير السياسات و تحجيم المشاركات العامة -و النسوية خصوصا- و التحكّم في أشكال العمل المدني بإنشاء و تعيين هيئات مراقبة و تعزيز الحقوق و إدراجها ضمن المؤسسات الحكومية و اختزال مفاهيم الحقوق المدنية في تقديم الخدمات الحكومية كالتعليم و الصحة و الإعانة الاجتماعية مما أسهم في إضعاف الحراك المدني و النسوي خصوصا في مجالات مكافحة أنماط التمييز بسبب النوع الاجتماعي و تفكيك البنية الأبوية و نظام الولاية كمسبّب جذري لمعظم الانتهاكات في حقوق النساء…

قيود الحراك النسوي و أبوية الدولة

استندت شرعية الحكم في الدولة منذ البداية إلى الالتزام بالشريعة وفق رؤية متشدّدة، و لم يكن هناك رمزية أكثر من المرأة لإبراز ملامح هذا الالتزام مجتمعيا، فكانت المبالغة في إخفاء المرأة و اعتبارها فتنة و تخصيص هيئات رسمية لمراقبتها في الأماكن العامة من مظاهر هذه الرؤية الدينية، تدريجيا أصبح الفضاء العام -حيث تكمن القوة وتصنع القرارات العامّة وتتشكل ثقافة المجتمع- مخصّصا للرجال، وتعزّز بالتالي اعتماد النساء على الرجال اقتصاديًّا ومعنويًّا للوصول للخدمات والفرص، و في بحث هام حول هذا التحوّل في المجتمع السعودي استعرضت إيميلي لورونار[1] تأثير الانتقال للمدن على تعزيز سياسات الفصل بين الجنسين، و ما تبعه ذلك من خطاب جديد لتمكين النساء يشترط خلق فرص لهن في فضاءات موازية للنساء فقط و بالتالي استمرار انفراد الرجال بصناعة القرار، و عرض البحث لحجّة الخطر من التحرّش كتبرير مجتمعي لممارسات الفصل بين الجنسين، و ظهرت بالتالي المفارقات بين نساء المدن في محدودية مشاركتهن العامّة و استقلالهن بالرغم من تمكينهن التعليمي و بين نساء القرى في عملهنّ في المزارع و قيادتهن للمركبات في مظاهر لا يمكن تفسيرها سوى بتأثير السياسات العامّة في تحوّل القيم حول حدود حياة المرأة…

أثّرت أبوية مؤسسات الدولة و ممارسات الفصل القسري بين الجنسين على الحراك النسوي فكانت الفضاءات المنفصلة عبر الكتابة و الظهور الأثيري و المنافذ الإعلامية المحدودة هي الفضاء الممكن فعليا للحراك و المطالبات، فعلى سبيل المثال كان الحراك النسوي الداعم لمنهجية الدولة و رؤيتها السلفية هو الأقوى حضورا، فلم تجد خطابات النسويات خارج النسق السائد أرضا مماثلة لمنافسة النشاط الممنهج لترسيخ تبعية المرأة من محاضرات و مؤتمرات و مراكز بحثية و خطب دينية تعمل جميعها على تعزيز “النموذج الديني السلفي” للمرأة، و لأن معظم ما أتيح للناشطات لم يتعدّ حدود الفضاءات الإلكترونية و بعض المنافذ الإعلامية المحدودة فلم يسهم ذلك فعليا في زيادة شعبية خطابهن المغاير للنموذج التقليدي السلبي للمرأة و إعادة صياغة الوعي حوله كما فعل في المقابل الخطاب التقليدي حول المرأة في التعليم و الإعلام الرسمي، وأصبحت أهم عقبات العمل المدني صعوبة الوصول للنساء لنشر الوعي بالمشاركة المدنية في ظل منع الجمعيات المدنية من العمل و عدم إمكانية توفر منافذ عامة يمكن فيها استقطاب النساء و العمل معهن مباشرة بالإضافة لخشية الناشطات من الملاحقة الأمنية لعملهن خارج الإطار الرسمي…

أما الوفرة المادية –و التي ساهمت في خدمة التنمية للدولة منذ بداياتها- فقد ساهمت أيضا في تحويل القوى البشرية إلى قوى مستهلكة بلا إنتاج فعّال، في بحثه “النفط، الإسلام، و النساء” حلّل مايكل روس[2] تأثير الموارد الماليّة  على غياب و تهميش النساء و تعزيز الأبوية في المجتمعات العربية، و خلص إلى أنّ الإسلام كتطبيق و مباديء ليس هو المسؤول أساسا عن تدنّي و محدودية مشاركة النساء، و لكن توفّر الموارد المادية هو ما أثّر على العلاقات بين الجنسين سلبيا بحيث أسهمت مع الوقت في قلّة استثمار طاقات النساء في الاقتصاد و تشجيع وفرة إنجاب الأطفال –و بالتالي تقييد النساء في فضاء الرعاية و الأسرة-، و انخفاض معدلات استمرار الفتيات في التعليم و تأثيرهنّ في الأسرة بشكل عام، و بالتالي أدّى استثناء النساء من المشاركة العامة و عزلهن مع الوقت إلى انخفاض مشاركتهن للمعلومات و عدم تطويرهن إلى أي حراك جماعي فعّال لحل مشكلاتهن…

تاريخيًّا كانت المشاركة الفاعلة للنساء بكل ما تعنيه من قوة التأثير وتعديل السياسات وتغيير نمطية أدوار النساء خطوة تابعة لتمكينهن التعليمي و الاقتصادي، مما يضع النساء أمام تحدٍّ حقيقي في الوصول لتمكين اقتصادي يتخطى الحواجز الأسرية المفروضة عليهن بسبب نظام الولاية واشتراطه للحصول على التأهيل أو التنقل أو العمل…

لم يكن تعليم البنات في السعودية بغرض تأهيلهن لسوق العمل و الكسب بداية، و لم يتحول لاستثمار فعال في تطوير قدرات النساء ومنحهن كامل القدرة على المشاركة في كل مجالات الحياة، لكن كان موجّهًا منذ البداية لتعزيز “النموذج الديني” للمرأة السعودية، وتكريس الصورة النمطية عن المرأة الزوجة و الأم و قصر نشاطاتها العامة على مجالات الرعاية المرتبطة بمفهوم دور المرأة محليا كالتعليم و الصحة، وغاب النموذج المدني الحديث للمرأة المتعددة الأدوار والقادرة على المشاركة في كل المجالات، و انعكس ذلك الغياب في انخفاض ملحوظ للمشاركة الاقتصادية للنساء و توظيفهن بحيث لم تصل إلى أكثر من 17% -في أدنى المعدلات العالمية، وتركّزت في غالبها في قطاعات التعليم والصحة، و بالتالي يمكن فهم تأثير قوة التمكين الاقتصادي في نجاح الحراك النسوي، حيث قامت مجموعة من الناشطات من سيدات الأعمال السعوديات باستهداف عدد من العوائق أمام المشاركة الاقتصادية للنساء، و نتج عن حراكهن عدد من الإنجازات كرفع اشتراط ولي الأمر و الوكيل عن مزاولة النساء للعمل الحرّ و المهنيّ و إشراك النساء في انتخابات و عضوية الغرف التجارية و حملات تشغيل النساء في الأعمال التجارية و الأسواق، قوة المرأة على المفاوضة في الأسرة و إحداث تغيير في مجالات عملها ترتبط مباشرة بقدرتها على الكسب و الوصول لبيئات العمل…

 

دائرة الفعل و التنفيذ في الحراك النسوي

كنتيجة لمحدودية فرص العمل المدني و المنافذ و الحركة أمام الناشطات السعوديات لم تعمل الناشطات بشكل ممنهج و مباشر سواء مع أصحاب المصلحة من عموم النساء أو مع أجهزة الدولة، و كانت السياسات العامّة و تعديلها أو تغييرها تنبع دوما من أعلى الهرم بلا نوافذ متاحة للمشاركة، بالإضافة لذلك كانت الاستجابة السياسية لمطالبات النساء تتّسم بطابع ردّ الفعل بدلا من المبادرة، و عكست مجموعة من التصريحات الرسمية لمسؤولين بالدولة سياسة “رد الفعل” المتّبعة في الاستجابة السياسية للمطالب النسوية و ربطها بجاهزية المجتمع، أدّت سياسة ردّ الفعل و عدم الاستجابة للمطالب النسوية المطروحة بشكل موضوعي عبر القنوات الرسمية إلى تحوّل الحراك من حيّز الكتابة و المخاطبة إلى حيّز الفعل و التنفيذ، في كتاب السادس من نوفمبر تحكي إحدى الناشطات عن شعورها بالغبن لسماح الدولة بقيادة المجنّدات الأمريكيات في نواحي الرياض و المنطقة الشرقية و منعها كمواطنة من حقّها في القيادة، وفي السياق نفسه تضع ناشطة أخرى عدم الاستجابة و تغييب النساء كدوافع لتحوّلها لدائرة الفعل “كان الموضوع بالنسبة لي أكبر من أن يكون مسألة قيادة، إنه هذا الكم الهائل من البشر –النساء- الذي يجب أن يعيش إنسانيته الحقيقية، وأن يمارس حقوقه, وأن يعبّر عن نفسه، وأن يقول أنا موجود هنا وموجوع هنا فاسمعوني، إننا نحتاج أن تمدوا أيديكم لنا، كانت هذه القضية الحقيقية”…كان اليأس من استجابة صانع القرار لمطالب النساء برفع التمييز هو الدافع دائما للتحوّل للفعل و لتخطي القيود التقليدية المفروضة على النساء و على العمل المدني، و على ذات المسار تحوّلت مطالبات قيادة المرأة واحتجاج طالبات جامعة الملك خالد على تدني مستويات العناية و الاهتمام و عدم الاستجابة إلى مطالبهن إلى حراك منظم و موثّق على المواقع الاجتماعية…

و كنتيجة للتأخير أو عدم الرغبة في الاستجابة فغالبا ما اضطرّ المسؤول لاتّخاذ رد فعل غير مدروس للتعاطي مع تفاعلات المطالب، حيث كان تأخر التعاطي مع المطالب سببا في ترك المجال مفتوحا للتيارات التقليدية لقمع أي تقدّم في الملف النسوي، في حملة قيادة 26 أكتوبر الأخيرة مثلا لم تصدر أي إشارات سياسية سلبية طيلة فترة الحملة و بالرغم من أن المجتمع –برموزه الإعلامية و النسوية و حتى المسؤولين كبعض أعضاء و عضوات الشورى- كان مهيّئا لتبني موقف سياسي داعم لمطلب استمرّ لأكثر من 23 عاما، إلاّ أنّ تراخي صاحب القرار في حسم الموقف أدّى إلى زيادة تصعيد رد فعل التيار الديني التقليدي المعارض للتغيير في ملف المرأة و تنظيمه لاعتصام مجموعة من المشايخ امام الديوان الملكي لمواجهة مطالب رفع الحظر عن القيادة و إخمادها، صدر بعدها الرفض الرسمي للمطلب بالرغم من تفهّم وزير الداخلية –بحسب ما صرّح به لناشطات- لاحتياج النساء للحركة و للعبء المترتب على منعهن…

في المقابل كان لبعض أشكال الحراك النسوي طابعا مختلفا كما في استقطاب النساء مثلا لدعم حقوق الرجال و قضاياهم كإحدى تجلّيات نظام الأبوية، شهدت بعض المدن السعودية خروج النساء و الأطفال للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من أقاربهم بلا أحكام قضائية على خلفية الاشتباه في التنظيمات الجهادية أو التكفيرية، فمن ناحية مثّلت هؤلاء النساء -في الغالب- النموذج الديني التقليدي بما يعكس قيم الوعظ المحلي تماما، ومن ناحية أخرى كان اعتصامهن في مواجهة السلطة -كفعل نسوي ثوري خارج عن قيود الولاية و الوصاية على المراة و معارضا لمبدأ حجبها و عزلها- موجّها للدفع بحقوق للرجل، هذا التناقض المسموح به حول حرية المراة في التعبير و الفعل لخدمة قضايا الرجل تكرّر من التيارات الدينية بنفس المشهد كما في خروج النساء و الفتيات للمواجهة مع السلطة بعد عزل الجيش لحكم الإخوان في مصر، في رمزية معبّرة عن إمكانية رفع القيود المفروضة على حراك النساء إن كان يعزّز قوة و سلطة الفكر الأبوي التقليدي…

الفرص المتاحة و مستقبل العمل النسوي

بالرغم من القيود المفروضة على العمل المدني النسوي إلا أن هناك فرصا متعددة لنجاح الحراك النسوي، يمكن إجمالها في المتغيّرات المحلّية و الإقليمية الداعمة و توافر الإرادة السياسية العالمية للدفع بحقوق النساء…

محليا يشكّل نمو الطبقة الشابة المتعلمة من النساء بأعداد كبيرة عامل ضغط هام لتغيير مسار المشاركة العامّة للمرأة، تأهيل النساء علميا لسوق العمل سيضعهن  مباشرة أمام السياسات التمييزية المعيقة لتمكين النساء كإمكانية التنقّل و توفّر الخدمات المساندة لعمل الأمهات و حق الاقتراض من مؤسسات الدولة و الاستثمار المادّي بلا قيود الوكيل أو ولي الأمر و القدرة على التقاضي و اللجوء للعدالة و غياب السلطة المتساوية في الأسرة و على الأطفال، حيث ارتبطت أغلب المطالب النسوية تاريخيا باحتياجات النساء العاملات، كمطلب القيادة و إلغاء شرط ولي الأمر و الوكيل لممارسة العمل الحرّ و المهني و تجنيس أبناء المواطنات السعوديات المتزوجات من أجانب –وهن غالبا متزوجات من زملاءهن في العمل- و حماية الأطفال من العنف -وهي حملة بدأتها طبيبات أطفال- و مشاركة النساء في الانتخابات البلدية -و هي حملة أنشأتها سيدات أعمال و أكاديميات- و أخيرا حملة إصدار التصاريح للمحاميات…

أما القيود على حريات تشكيل العمل المدني فلم تمنع النساء من الاجتماع لبحث همومهن المشتركة و التنسيق لعمل جماعي، و المثال الأبرز بالطبع هو حملة القيادة الأخيرة و التي تم التواصل فيها و استقبال المشاركات بالاعتماد على تطبيقات الإعلام الإلكتروني المختلفة، بالإضافة إلى أن الأعراف و الأنماط التي تحدّ من تمكين النساء كالزواج المبكر و القضاء الذكوري في قضايا الأحوال الشخصية لم يعد يتمّ قبولها كمسلّمات لا يمكن فعل شيء بصددها كما كان في السابق بسبب زيادة الوعي و مشاركة الخبرات النسوية حولها، و أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي و تطبيقاته تشهد نقاشا مستمرا حول قضايا المرأة و مطالبها لكون المرأة احد محركات هذا التفاعل الأكثر احتياجا و تقييدا، و بالتالي وفّرت هذه الأدوات الحديثة البيئة الخصبة التي أشار إليها مايكل روس في بحثه لتبادل الخبرات بين النساء و معرفة مواقعهن في المجتمع و التفكير المشترك بحلول لمشكلاتهن…

و بسبب الأنظمة الشمولية في الدولة فإن الحراك عبر الشراكات و تحت مظلة العمل الرسمي لا يحمل خطر الملاحقة و تشويه المطلب كما في الحراك المستقل، كما يمنح قوة تأثير عبر توسيع دائرة التلقّي، و يبقى الأمر الأهم في بناء الشراكات مع مسؤولي الدولة هو في الاحتفاظ بأحقية الناشطات في المساهمة الفعّالة في أيّ عمل مشترك، المثال الأفضل كان في حملة بلدي لدعم مشاركة النساء بالانتخابات البلدية و التي بدأت كعمل مدني مستقل لمجموعة محدودة من الناشطات ثم استطاعت عبر شراكة مع وزارة الشؤون البلدية و القروية تنظيم مجموعة من ورش العمل الرسمية للنساء تحت إشراف الحملة المباشر، كان ذلك تحوّلا ناجحا بالنظر إلى رفض وزارة الشؤون القروية و البلدية المسبق لمشاركة النساء في انتخابات المجالس البلدية فضلا عن القيام برعاية تدريبهن…

كما توفّر إمكانية تبادل التجارب المشتركة بين الناشطات فرصا إضافية للنجاح، إقليميا تمثّل البيئات الخليجية و العربية نماذج ثرية و سابقة للحراك، حيث استفادت ناشطات محليات في مجال قوانين الأحوال الشخصية و الإرث من خبرات نسوية سابقة في البحرين و الإمارات في نقد البنود و اقتراح التفصيلات و ذلك استعدادا لمقترح محلي و لغرض توعية النساء بالتعاطي القانوني مع مشكلاتهن الشخصية، دوليا يوفّر استخدام آليات الأمم المتحدة فرصا للدفع بالحقوق و زيادة الوعي بمنهجية تطبيقها و تبنّيها سياسيا و إعلاميا عبر مشاركة الناشطات في أنشطة التوثيق و الرصد و المراسلة مع الجهات المعنية، و يسجّل للناشطات رصدهن لتقارير الظل و تقارير أصحاب المصلحة حول أوضاع النساء و في بيئة عمل شديدة الغموض و التقييد منذ العام 2008 و حتى الآن، في العام 2013 حضرت مسألة الولاية و التمييز ضد النساء في تعليقات معظم الدول على أداء السعودية في المراجعة الدورية الشاملة و ذلك بناء على تقارير أعدّتها الناشطات، و كانت دورة مراجعة حقوق الإنسان الأولى قبل خمسة سنوات قد انتهت بوعد من وفد السعودية بإلغاء فرض نظام الولاية على الراشدات بحلول الدورة القادمة وهو ما لم يتمّ الوفاء به حتى الآن، المناخ العالمي الجديد ممثّلا بالقوانين و المؤسسات الدولية مناخ داعم لتمكين النساء للرفع بمستوى الاقتصاد و الصحة و ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالميا، و ليس أدلّ على ذلك المناخ الإيجابي من تحوّل الإدارة المعنية بحقوق المرأة في الأمم المتحدة من جهة محدودة إلى مجلس عالمي يصدر مناهج معتمدة و دراسات و تقارير للدفع بالتمكين و يخصّص مقرّرة خاصة لمراقبة ممارسات التمييز العنف ضد المرأة في الدول الأعضاء بغرض مكافحتها و دراسة مسبباتها…

و لا توجد بالطبع وصفة مثالية يمكن للناشطات تبنّيها في الانتقال لتمكين النساء في السعودية و لكن يسهم كل حراك نسوي في الدفع بالمطالب و يخلق معه أدوات و ردود أفعال تنقّحه و تراكمه و تزيد من تأثيره، و حتى يملك الحراك النسوي في السعودية الزخم المطلوب لإحداث نقلة نوعية في أوضاع النساء فإن العمل التراكمي و بناء التجربة المحلية عبر خبرات و حراك الناشطات و النشطاء هو الطريق المتاح لتحقيق هذه النقلة…

يصعب في هذا المقام حصر كل أشكال الحراك وتجلياته لكنه يبقى في محوره -وبالرغم من خصوصيته- ساعيًا كبقية الحراك النسوي في كل مكان في العالم لإعادة تعريف المرأة ككائن مساوٍ للرجل في الاستحقاقات والفرص، ولتوضيح أن أدوار النساء الأسرية ليست مبررًا لحرمانهن من المشاركة العامّة ومن حريتهن التامّة في الاختيار وتقرير المصير، ولوضع علاقة المرأة مع أشكال السلطة في الدولة في إطارها الصحيح كعلاقة مواطنة وليس كعلاقة أبوية أو رعوية تفرض شروطها وقيودها و رؤيتها المختلفة عن طموحات النساء و إمكاناتهن في مقابل السماح لهن ببعض الحقوق و الفرص…

[1] “النساء و الفضاءات العامّة في المملكة العربية السعودية” إيميلي لورونار، عن الشبكة العربية للأبحاث و النشر

[2] Michael Ross, “oil, Islam, and women”, in American Political Science Review, Vol.102, No. 1, 2008.

بيان حملة بلدي “لمشاركة النساء في انتخابات المجالس البلدية” بشأن قرار تأجيل الانتخابات القادمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 تقرر مؤخرا تأجيل انتخابات المجالس البلدية في السعودية من العام 2015 و حتى 2017 مما يعطّل مشاركة النساء للمرة الثالثة في دورة الانتخابات البلدية

سعوديات أمام مركز انتخابي في مكة المكرمة في الدورة السابقة

سعوديات أمام مركز انتخابي في مكة المكرمة في الدورة السابقة

بيان “مبادرة بلدي”

بشأن قرار تأجيل الانتخابات البلدية القادمة

من 2015 إلى 2017

28/11/1435(23/9/2014)

تتابع مبادرة بلدي بحرص تطورات نظام المجالس البلدية وجهود الوزارة في تمكين المجالس لتقوم بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه كشريك وطني استراتيجي في بناء المجتمع المحلي بكل تفاصيله الخدمية والاجتماعية والبيئية والثقافية. وكانت مبادرة بلدي، المبادرة الوطنية لتمكين مشاركة المرأة في المجالس البلدية وفي الشأن العام منذ عام 2004، تعمل طوال الفترة الماضية منذ وقبل صدور القرار الملكي، على إيجاد السبل والعمل على إبراز الحاجة إلى مشاركة المرأة السياسية من جانب، وإلى العمل على تجهيز الذات لتكون خير معين للوزارة عندما يحين الوقت. وقد استطاعت بلدي خلال الأعوام الماضية من تثبيت موقعها كمبادرة وطنية ممثلة على مستوى المملكة تمثل المرأة السعودية في مطالبتها بالمشاركة في البناء المحلي وفي عملها على تحقيق ذلك. وكنا نأمل أن نرى مشاركتنا على الأرض وقد تكللت بالنجاح وبدأت المرأة السعودية تجني ثمار عملها وجدها وبنائها.

واليوم إذ يصلنا قرار معالي وزير الشؤون البلدية والقروية، صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، بتمديد دورة المجالس البلدية الحالية إلى بداية السنة المالية للعام المالي 1438/ 1437هـ، نشعر بالأسف. فهذا يعني تأجيل الانتخابات البلدية التي كان من المزمع عقدها في خريف عام 1436/2015 إلى عامين آخرين. كما يعني هذا أن مشاركة المرأة التي وعد بها خادم الحرمين الشريفين وكنا نتطلع إليها مع بداية هذه الدورة قد تأخرت بدورها.

 كما تأسف مبادرة بلدي على تكرار ضعف الاستعداد والجهوزية الذي اتسمت به الدورة الثانية التي لم تُعقد حتى عام 2011؛ وكان هذا الضعف سببا في تأجيل الانتخابات تلك المرة لمدة عامين (من 2009 إلى 2011)، وها هي تؤجل مرة أخرى حتى عام 2017.

ونحن إذ نسعى على قدم وساق للاستعداد لهذه المشاركة من خلال تنظيمنا وشراكاتنا الوطنية، نؤكد على ضرورة أن تُبدي الوزارة جديتها في الإعداد للانتخابات البلدية سواء من ناحية إشراك المرأة في مراحل التنظيم المختلفة أو في تبني محاولات الإصلاح التي دعونا لها من قبل ونكرر الدعوة إليها مجدداً، بأن يمّكن المجلس من الصلاحيات الضرورية لتفعيل دوره بشكل يسمح له بالتأثير الفاعل والعمل المثمر؛ وتمنح له الاستقلالية اللازمة ليقوم بدوره المنوط به في الرقابة ومتابعة الشأن البلدي العام لما فيه صالح الوطن.

“حلقة #خارج_التغطية عن “إشكالية إصلاح و تطوير التعليم بالسعودية

 عرضت إذاعة هولندا العربية “هنا صوتك” حلقة مخصصة للنقاش حول إشكاليات إصلاح التعليم في السعودية واستضافت الحلقة د. أحمد العيسى وهو باحث متخصص في التعليم و كاتب في إصلاح التعليم، و عبدالله المطيري وهو كاتب في جريدة الوطن و مهتم بقضايا الفلسفة و الفكر و حقوق الإنسان و محاضر مبتعث حاليا لإكمال الدكتوراه في الأصول الفلسفية للتربية، و المعلم رياض الشمراني و الطالب عبدالعزيز البليهد

أهم ما تمت مناقشته في الحلقة

  • فلسفة سياسة التعليم بحسب وثيقة سياسة التعليم الموضوعة منذ 1969 و فائدة التركيز على التعليم الديني كهدف أساسي و مشكلة الوصاية الدينية على المعرفة و تقييد التفكير و السلوك وفق مفاهيم ضيقة لا تشجع الابتكار و لا تثري النقد أو التفكير
  • الخطة الاستراتيجية لشركة تطوير القائمة على إعادة هيكلة النظام التعليمي وتقوية المحتوى التقني “العلوم و الرياضيات” وإعادة تأهيل القيادات و المعلمين و تحسين البيئة التعليمية و مرافقها، تضع الخطة مجموعة تحديات أبرزها عدم القدرة على التنفيذ بسبب ضخامة النمو السكاني و عدد الطلاب و مقاومة المجتمع و القائمين على التعليم لعمليات التحديث
  • لمشكلة بالاتصال لم نستطع سماع مشاركة المعلم رياض الشمراني لكنه تفضل مشكورا و كتبها بعد الحلقة هنا
  • لائحة السلوك والمواظبة و التي تضع مجموعة من النصائح و التوقعات و تركز على مكافحة سلوكيات مظهرية وتجرّم عوارض لمشكلات صحية و نفسية حتى لو حدثت المخالفات خارج بيئة المدرسة مما يضاعف العقوية على الطلاب بلا النظر لوضع برامج فعالة للوقاية و توفير بيئات ذات معايير تربوية  سليمة لمنع المشكلات قبل حدوثها، عرض البرنامج مداخلة للمرشد الطلابي محمد العمر حول أبرز المشكلات التي يعاني منها الطلبة و التحديات أمام العاملين في الإرشاد الطلابي
  • ماذا نريد من نظام التعليم في السعودية كان السؤال الأبرز في الحلقة…
  • كما عرضت الحلقة استبيان شارك فيه المشاهدون حول أبرز المشكلات التي تواجه التعليم في السعودية و عوائق إصلاحه و تطويره أعرضه هنا:

Questionnaire

 وضع القراء تعليقات على السؤال الأول عن جودة التعليم:

قائم على التلقين، وليس محفز على التفكير العلمي والنقد والاستكشاف والتحليل،
والحشو كثير، لا ينمي الشخصيه والاستقلالية ولا ينمي مهارة اتخاذ القرار.
نمطي جدا ويريد بناء الطلاب على نموذج واحد، لا يحترم الاختلاف الفكري والمذهبي
ولا التنوع الثقافي. لا يطبق التسامح الذي جاء به ديننا وحاد في تصنيفه الاخرين

تعليم تقليدي يشعر الطلبة فيه بوطأة السلطة اكثر من فضول المعرفة والاكتشاف

المحتوى لا بأس به، ولكن فلسفة التعليم ذاتها معطوبة، لا بحث عن الحقائق، لا تشجيع على الجدل و الإقتناع بالمعلومة

التعليم يخدم ايديولوجيات تحددها السلطة

تعليم السعودية يجهز الطالب للآخرة وليس للدنيا .. جدول اليومي الدراسي للطالب مزحوم بالدين يستهلك اغلب طاقته ، الجزء المتبقى لايكفي لمنافسة الآخرين

انا كمعلمه حاسب الي خريجه كليه تربيه  ارى ان المنهج جدا لايتكلم عن اساسيات الحاسب بل يعرض دروس ومواضيع دسمه على الطالب لايستطيع استيعابها وكلاااام كثييير مالها فايده

تعليم إقصائي عنصري طائفي للأسف، لا يحث على التعرف على الآخر المختلف

لا يوجد خطط خمسية او عشرية لتطوير التعليم كلها بمزاج المسؤول ورغباته دون وضع استفتاء يشرك الاهالي فيه والمعلمين

الطالب أصبح مدللا بشكل كبير، ولا يوجد أي جدية بسبب الأنظمة الجديدة

صعبة بالنظام الفصلي .. الجديد

المدارس تنفر الطلاب و المناهج للتلقين فقط لا يُحث الطالب على القراءة  وحب الاطلاع و لا يحبب للعلم – المناهج تحتوي على كم كبير من المعلومات الغير مفيدة للطالب ، و التضييق في مدارس الفتيات بمنعهم من اشياء عاديه كالتزين و الرياضه و بعض المدارس تجبرهم على تغطية الوجه ولبس عباءة الرأس . الترفية مغيب في المدارس كما لو انه لا يجوز او رجس من عمل الشيطان

يجب ازالة التعاليم الدينية فهذا دور المعابد وليس المدارس
ارتكاز التعليم على الجانب النظري واهمال الجانب التطبيقي والنقدي
اضافة الى سوء غالبية المباني الدراسية ونقص الكفاءة لدى المدرسين

المنهج ضعيف ولكن المشكله الاكبر تكون في المعلم لايدرسه بشكل صحيح يسمونه باللهجه العاميه تدريس مشي حالك


تعليقات المشاهدين حول السؤال الثاني عن أهم العناصر المطلوبة لإصلاح النظام التعليمي في السعودية:

كل ما سبق

فلسفة التعليم وتوجيهها نحو  التفكير النقدي والقدرة على الحوار

تغيير محتوى ونوعية المواد المطروحة في المناهج

تصور و رؤية واضحة عن ماذا نريد من التعليم

تنقيح محتوى المناهج ونبذ التطرف والكراهية للآخر


 تعليقات المشاهدين على السؤال الثالث حول أهم عوائق إصلاح و تطوير النظام التعليمي السعودي:

نحن نعتقد بخصوصيتنا ولا نستفيد من تجارب دول متقدمة في التعليم، كما ان من يخطط ويضع سياسات التعليم للاسف فاشل كما اثبت ذلك الواقع التعليمي الفاشل

المركزية الادارية في وزارة التربية وتحكيم الاراء الشخصية بدل القواعد المعيارية في ادارة التعليم

الفساد

انخفاض مستوى المسؤولية الأكاديمية

المركزية باتخاذ القرارات

عدم الاهتمام برغبات الطلاب

عدم إلمام القيادات التربوية بماهية التعليم


أثناء التحضير للحلقة شاهدت مقابلة للبروفيسور مايكل أبل يتحدث فيها عن فلسفة أنظمة التعليم في العالم كمشاريع لإنتاج بشر و مواطنين وفق هويات و إملاءات سياسية و ثقافية  محددة، وضع مايكل أبل تصنيفا عاما لما تطمح له أنظمة التعليم في أربع اتجاهات عامة :

 التعليم النيوليبرالي و الذي تدفعه احتياجات سوق العمل (حقوق الملكية أهم من حقوق الطلاب) لتأهيل الطلاب بشكل أساسي على مهارات تحتاجها العملية الاقتصادية و الإنتاج

التعليم المحافظ الجديد و يعمل على تقوية سلطة الدولة عبر التحكم في الثقافة و المحتوى المعرفي و التحكم في أجساد النساء والتحكم في المختلفين، و يعمد غالبا لترسيخ و استعادة هوية تاريخية على أنها الهوية المرغوبة و يستبعد كل الهويات المختلفة و المعارضة لها، و لا يقدم الثقافة ولا الهوية كمفاهيم متغيرة و متطورة باستمرار

التعليم السلطوي الشعبي، و هو مدفوع برغبة فئات معينة من المجتمع بتعليم أولادها وفق رؤيتهم الخاصة سواء وفق منظومة ثقافية أو شخصية محددة مما ينتج المجتمعات المفصولة عن بعضها “Gated communities”

التعليم المدفوع بوسائل الإدارة: يعمل على قياس المؤشرات و يعتبر نجاح التعليم مرتبطا بعدد من المؤشرات طالما كانت ناجحة فلا يحتاج سوى لمراقبتها

يقترح مايكل أبل أن يكون التعليم عملية ديمقراطية تتم وفق شراكة من كافة أطراف المجتمع و يتم فيها التركيز على التعليم و ليس التدريب و خلق شخص قادر على التعلم الذاتي

هناك أيضا تصنيفات عالمية لأنظمة التعليم كالتي تصدرها منظمات الاستشارات التعليمية “بيرسون” و تظهر فيها دول مثل النمور الأسيوية متفوقة في التصنيف العالمي بسبب زيادة توقعات الطلاب و الآباء و الوزارات التعليمية من النظام التعليمي…

  أي تصنيف يوائم التعليم السعودي برأيك؟ شارك برأيك في #خارج_التغطية…

اشتراط موافقة ولي الأمر على النساء في السعودية

أهم النقاط التي عرضت لها الحلقة:

  • لا يوجد تعريف رسمي لصلاحيات الولي في أنظمة الدولة المكتوبة، و الممارس حاليا هو إصدار تعاميم أو تعديلات في الأنظمة الداخلية للجهات الرسمية تفرض على ، المرأة موافقة ولي الأمر للحصول على خدماتها
  • يستخدم بعض المسؤولين صلاحياتهم لفرض اشتراط موافقة ولي الأمر بسبب غموض الأنظمة/ غياب العقوبات/ صعوبة مقاضاة النساء
  •  التعريف الوحيد لدور/ صلاحية ولي الأمر في الأنظمة ورد في اللائحة التنفيذية لنظام المكافحة من الإيذاء:
  • الولاية: هي سلطة يثبتها الشرع للولي تخوله صلاحية التصرف و إدارة أمور  شخص آخر نيابة عنه فيما يتعلق ببدنه و نفسه و ماله

  • هذا التعريف لصلاحيات ولي الأمر لا يتفق مع الشرع، حدّد الشرع سلطة ولي الأمر على المرأة بعقد الزواج فقط وذلك وفق شروط معينة في الولي و بحضور  خلافات فقهية متعددة
  •  يقيّد اشتراط موافقة ولي الأمر الكثير من النساء و يلغي قدرتهن على تقرير المصير و الاختيار في حياتهن، و لا تلجأ الكثير من النساء للقضاء لصعوبة إثبات سوء سلطة الولي عبر التقاضي و لشمول سلطته على كافة أمور حياتهن الأخرى و أيضا للجوء القضاة في حال سوء الولي إلى تعيين ولي آخر بدلا من إزالة السلطة المطلقة للولي
  • تتنافى قضية اشتراط موافقة ولي الأمر لحصول النساء على احتياجاتهن مع التزامات الدولة في نظامها الأساسي للحكم (الفقرة الثامنة في المساواة بين المواطنين) و في التزاماتها الدولية بحقوق الإنسان لما يمثله فرض موافقة الولي من تقييد لإرادة الراشدات و تمييز ضدهن في أنظمة الدولة و في الفرص و الموارد
  • اجتماعيا يوجد خلط بين مفهوم القوامة الديني (أن يقوم الرجل برعاية شؤون النساء) و بين مفهوم الولاية في الدين (التصرّف في نفس و بدن و مال شخص عاجز أو قاصر)،  فلا يوجد مبرر ديني لنزع إرادة المرأة على بدنها ونفسها و مالها و تقييدها بإرادة الولي، ولا تتنافى القوامة و مسؤولية الرجل في رعاية مصالح النساء مع منح النساء إرادة متساوية لإرادة الرجل الإنسانية في تقرير مصائرهن و اختياراتهن في كافة مناحي الحياة
  • كل محاولات التنمية في الدولة لتمكين النساء لا يمكن أن تصل إلى هدفها مادام شرط موافقة ولي الأمر مازال مطلوبا من كل امرأة للاستفادة من فرص التمكين
  • وضعت الحلقة بيان مفتوح للمشاهدين لتوضيح آراءهم في موضوع اشتراط موافقة ولي الأمر، يمكن الاطلاع على نتيجته هنا

لقراءة المزيد حول اشتراطات و تأثيرات موافقة ولي الأمر على النساء يرجى العودة للمراجع التالية:

تقرير اصحاب المصلحة للعام 2013

تقرير الظل للجنة مكافحة كافة أشكال التمييز ضد النساء

تقرير “قاصرات إلى الأبد” و تقرير “الأباء يحكمون و المحاكم تنفذ

مشاركة صوتية من الأستاذ ظافر العمري

اقرأ المزيد لهذه المشاركة

اعتقال زوجة الضابط و المدافع عن حقوق الإنسان محمد صقر الزعابي و المطلوب في قضية الإمارات أثناء سفرها إلى عمان

 

UAE- Authorities target the families of human rights defenders convicted in the UAE 94 case

http://gc4hr.org/news/view/575

 

 http://www.sahafeh.com/wp-content/plugins/magic-fields/thirdparty/phpthumb/phpThumb.php?src=http://www.sahafeh.com/wp-content/files_mf/zo3abe.jpg&w=400&h=300&iar=1

 

 

On 10 January 2014, the authorities in UAE arbitrarily detained Aisha Ibrahim Al-Zaabi as she tried to leave the country with her 18-month-old son. Al-Zaabi is the wife of human rights defender, Mohamed Saqer Al-Zaabi, who was convicted in absentia in the trial of 94 human rights defenders and activists in July 2013. She is not known to be involved in any political activity and it appears she is being targeted as part of a campaign of punishment against her husband.

 

Mohamed Saqer Al-Zaabi was sentenced in his absence to 15 years imprisonment. The trial was widely condemned by human rights organizations as being deeply flawed and in contravention of internationally agreed standards of a fair trial. He now resides in exile in the UK.

 

His wife was arrested at the border with Oman and was separated from her son who was handed over to her father. Her mobile telephone was confiscated and she has not communicated with anyone since that time. It is not known where she is being held and GCHR is deeply concerned for her welfare.

 

Allegations of torture in the secret detention centres of UAE have been widely documented including in the trial observation reports of the UAE 94[1] and in reports by the Gulf Centre for Human Rights (GCHR). [2]

 

The GCHR expresses serious concern at this continued campaign of reprisals against human rights defenders and their families in the UAE and condemns the harassment and arbitrary punishments being directed against them.

The GCHR urges the authorities in UAE to:

1.      Release Aisha Ibrahim Al-Zaabi forthwith and unconditionally;

2.      Reunite Aisha Ibrahim Al-Zaabi with her infant son;

3.      Guarantee the physical and psychological integrity and security of Aisha Ibrahim Al-Zaabi and all human rights defenders detained in the UAE,

4.      Desist from the harassment of human rights defenders and their families;

5.      Guarantee in all circumstances that all human rights defenders in UAE are able to carry out their legitimate human rights activities without fear of reprisals and free of all restrictions including judicial harassment. 

The GCHR respectfully reminds you that the United Nations Declaration on the Right and Responsibility of Individuals, Groups and Organs of Society to Promote and Protect Universally Recognized Human Rights and Fundamental Freedoms, adopted by consensus by the UN General Assembly on 9 December 1998, recognizes the legitimacy of the activities of human rights defenders, their right to freedom of association and to carry out their activities without fear of reprisals. We would particularly draw your attention to Article 6 (c) “Everyone has the right, individually and in association with others: (c) To study, discuss, form and hold opinions on the observance, both in law and in practice, of all human rights and fundamental freedoms and, through these and other appropriate means, to draw public attention to those matters” and to  Article 12.2, which provides that “the State shall take all necessary measures to ensure the protection by the competent authorities of everyone, individually and in association with others, against any violence, threats, retaliation, de facto or de jure adverse discrimination, pressure or any other arbitrary action as a consequence of his or her legitimate exercise of the rights referred to in the present Declaration.”

 

دولة الإمارات العربية المتحدة- السلطات تستهدف أُسر المدافعين عن حقوق الإنسان الذين أدينوا في قضية الإمارات94

http://gc4hr.org/news/view/576

 

بتاريخ 10 يناير/كانون الثاني 2014، اعتقلت السلطات في الإمارات العربية المتحدة عائشة ابراهيم الزعابي بشكل تعسفي بينما كانت تحاول مغادرة البلاد مع ابنها البالغ من العمر 18 شهرا. ان عائشة الزعابي هي زوجة مدافع حقوق الإنسان، محمد صقر الزعابي، الذي كان قد أدين غيابياً في المحاكمة الني اجريت لاربعة وتسعين مدافعاً عن حقوق الإنسان وناشطاً في جولاي/تموز 2013. وليس معروفاً عنها مشاركتها في أي نشاط سياسي ويبدو أنه تم استهدافها كجزءٍ من حملة عقابٍ ضد زوجها.

 

لقد صدر الحكم غيابياً على محمد صقر الزعابي  بالسجن لمدة 15 سنة. وتم التنديد بالمحاكمة على نطاقٍ واسع من قبل منظمات حقوق  الإنسان لانها كانتمعيبة للغاية ومخالفة للمعايير المتفق عليها دولياً للمحاكمة العادلة. وهو يقيم الآن في المملكة المتحدة.

 

وتم ألقاء القبض على زوجته عند الحدود مع سلطنة عمان وفصلت عن ابنها الذي قاموا بتسليمه الى والدها. وتمت مصادرة هاتفها النقال حيث لم تتصل باي شخص منذ ذلك الحين. ومن غير المعروف مكان احتجازها حيث يشعر مركز الخليج لحقوق الإنسان بقلق شديد حول سلامتها.

 

وقد تم توثيق ادعاءات التعذيب على نطاق واسع في مراكز الاعتقال السرية في دولة الإمارات العربية المتحدة بما في ذلك في تقارير مراقبة محاكمة مجموعة الإمارات 94 و تقارير مركز الخليج لحقوق الإنسان. لمزيد من المعلومات يرجى مراجعة الروابط المبينة في نهاية النداء. 

 

بعرب مركز الخليج لحقوق الإنسان عن قلقه الشديد إزاء هذه الحملة المستمرة من الاعمال الانتقامية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان و أُسرهم في دولة الإمارات العربية المتحدة ويدين هذه المضايقات والعقوبات التعسفية التي توجه لهم.

 

يحث مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة على:

1. الافراج عن عائشة إبراهيم الزعابي فورا ودون شروط؛

2. لم شمل عائشة إبراهيم الزعابي مع طفلها الرضيع؛

3.ضمان السلامة الجسدية والنفسية و وأمن عائشة إبراهيم الزعابي و جميع المدافعين عن حقوق الإنسان الذين اعتقلوا في دولة الإمارات العربية المتحدة؛

4. الكف عن مضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان و أُسرهم؛

5. ضمان وفي جميع الظروف قدرة المدافعين عن حقوق الإنسان في الإمارات على القيام بعملهم المشروع في مجال حقوق الإنسان دون خوف من الانتقام وبلا قيود تذكر وبما في ذلك المضايقة القضائية.

 

 مركز الخليج لحقوق الإنسان يدعو إلى الاهتمام الخاص بالحقوق والحريات الأساسية المكفولة في إعلان الأمم المتحدة المتعلق بحق ومسؤولية الأفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها دولياً ولا سيما المادة  6 في فقرتيها (ب) و (ج):

ب) حرية نشر اﻵراء والمعلومات والمعارف المتعلقة بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية أو نقلها إلى الآخرين أو إشاعتها بينهم، وفق ما تنص عليه الصكوك المتعلقة بحقوق الإنسان وغيرها من الصكوك الدولية المنطبقة؛

ج) دراسة ومناقشة وتكوين واعتناق اﻵراء بشأن مراعاة جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية في مجال القانون وفي التطبيق على السواء، وتوجيه انتباه الجمهور إلى هذه الأمور بهذه الوسائل وبغيرها من الوسائل المناسبة.

وكذلك المادة 12، الفقرة 1 والفقرة 2:

1.لكل شخص الحق، بمفرده وبالاشتراك مع غيره، في أن يشترك في اﻷنشطة السلمية لمناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

  2.تتخذ الدولة جميع التدابير اللازمة التي تكفل لكل شخص حماية السلطات المختصة له، بمفرده وبالاشتراك مع غيره، من أي عنف، أو تهديد، أو انتقام، أو تمييز ضار فعلا أو قانونا، أو ضغط، أو أي إجراء تعسفي آخر نتيجة لممارسته أو ممارستها المشروعة للحقوق المشار إليها في هذا الإعلان.  

  لمزيد من المعلومات يرجى ملاحظة الروابط أدناه:

http://gc4hr.org/report/view/19

http://gc4hr.org/report/view/14

http://gc4hr.org/news/index/country/2